الأحد، ١٧ مايو ٢٠٠٩

مبروك لذكرى الرشيدي و زميلاتها

أستجاب أهل الكويت لمناشدة اميرهم. فترفعوا عن العنصرية و الطائفية و القبلية . مجمل من نجح باﻻنتخابات كان من خيرة الرجال و النساء. أكدوا رغبة اﻻمير بإعطاء المرأة حقوقها السياسية و فازت اعداد منهن لم نتوقعها. و التحدي اﻻن هو كيف سنتعامل مع نجاح المرأة في اﻻنتخابات التشريعية و التعامل مع هذا المجلس الذي تعتبر غالبيته متميزة.
ولكن قبل ان ادخل بلب المقالة أود ان أبين إحترامي و تقديري لناخبي المنطقة اﻻولى. أثبتت دون شك منطقة بنيد القار بأنها شيعية المذهب كويتية المواطنة و اﻻنتماء. إنتماء لوطننا الحبيب قابله كل الترحيب من قبل السنة في تلك المنطقة. طرحت الدكتورة معصومة المبارك أفكار ﻻ طائفية، خاطبت جميع المواطنين على مختلف مشاربهم. و نفس الشيء السيد حسين القلاف مبينا بان هذه العمامة السوداء، عمامة كويتية. فإنتخبه رجال و نساء من السنة. و نفس الشيء لقاه المستشار حسين الحريتي، لم يحقق هذا النجاح من اصوات العوازم او السنة فقط. و أسقطت المنطقة معظم من يستغل الطائفية بالسياسة.
بعد اصرار استمر عشر سنوات، قاده سمو اﻻمير، دخلت المرأة المجلس. الفائزة اﻻولى بوجهة نظري هي المحامية ذكرى الرشيدي. نعم لم تحصل على المرتبة التي تخولها لدخول المجلس. حصلت على المرتبة الخامسة عشرة. ولكن اذا نظرنا الى طبيعة منطقتها اﻻنتخابية التي تسودها التحالفات و اﻻنتخابات الفرعية القبلية و شعور شبه عام ﻻ يقبل للمرأة حقوقها السياسية، نجد بأن ما حققته يعتبر نجاح باهرا. و يجب ان تكون هناك معاملة خاصة للمحامية ذكرى سأبينها ﻻحقا.
لم أتوقع هذا النجاح الباهر للدكتورة معصومة مبارك. فلقد حاول من يستغل المذهب الشيعي بالسياسة اﻻستهزاء بطرحها. ولكن غالبية ناخبي المنطقة أعجبهم طرحها العقلاني اللاطائفي. و سقط معظم من يحاول ان يستغل المذهب الشيعي بالسياسة. حاول من يدعي التقوى التشهير بالدكتورة اسيل العوضي من خلال مقاطع الفيديو الخبيث. ولكن إنقلب السحر على الساحر و أزاد الناخبين إصرارا على التصويت لها. كوني احد الناخبين بمنطقة الجابرية كنت اشعر بالإلتزام الهائل بالدكتورة روﻻ دشتي. ولكن الجابرية وحدها ﻻ تنجح. و كم أسرني التأييد الهائل الذي حصلت عليه من رجال و نساء المذهب السني في المناطق اﻻخرى. إما الدكتورة سلوى الجسار فلم اتوقع لها النجاح إطلاقا. كيف ستنجح بمنطقة يسودها المال السياسي و القبلية؟ ولكن من خلال جهودها و جهود العاملين معها تمكنت من كسر القيود السيئة. و دخلت المجلس.
و اﻻن لنترك الفرح و ننظر الى الواقع السياسي. كيف سيتعامل النواب مع زميلاتهم الجدد؟ كيف ستتعامل الحكومة مع ظاهرة نجاح المرأة في الإنتخابات؟ و هل سيحل هذا المجلس المتميز كما حلت المجالس السابقة؟
في السابق كان بعض النواب يلجأ الى الهرج و المرج و الإنسحاب عندما تأتي الوزيرة لأداء القسم. ماذا سيفعل المهرجين اﻻن؟ في يوم اﻻنتخاب صرح النائب ضيف الله بورمية بأن المرأة لن تصل الى المجلس. انت و غيرك من أعداء المرأة تستميتون على عضوية لجنة الداخلية و الدفاع بالمجلس. فمن خلال هذه اللجنة تمشون وساطاتكم مع وزيري الداخلية و الدفاع. هل ستستجدي صوتها اﻻن؟
هناك عرف سياسي يقضي بأن من سقط في اﻻنتخابات ﻻ يعين وزيرا في الحكومة اﻻ بعد فصلا تشريعيا او اكثر. هذا العرف يجب ان يكسر بالنسبة للمحامية ذكرى الرشيدي. فمن اﻻسباب التي ادت الى قبول المرأة في العمل السياسي في المناطق الداخلية هو إصرار الحكومة بأن تكون بها إمرأة. وجود ذكرى الرشيدي بالحكومة سيساعد الى قبول مبدأ المرأه في العمل السياسي بالمناطق الخارجية.
الدكتورة روﻻ دشتي من الطاقات اﻻقتصادية المشهود لها محليا و عالميا. يجب ان تستفيد الحكومة من طاقتها و تعينها وزيرة للمالية.
و اخيرا، ﻻ شك ستكون هناك ازمات بين الحكومة و مجلس اﻻمة. فهل سيحل هذا المجلس؟ أأمل ﻻ. لقد أفرزت الإنتخابات مجلس ممتاز و حله سيكون بمثابة صفعة بوجه من هب لتلبية رغبة سمو اﻻمير.