السبت، ٢٤ أبريل ٢٠١٠

لا تقرأ الصحف يا بوخليفة

أخي العزيز الشيخ علي الخليفة العذبي تحاشى عملية قلب اخرى و لا تقرأ الصحف. فلقد أخفيت و حورت الحقائق. تحول القطاع النفطي من حارس لثروة البلاد الى هادر لها. أنجازاتكم التي كانت توفر الثروة حوروها لهدر الثروة. لقد تركنا القطاع و لن نرجع له. ولكن علينا ان ندعو لأناس أكفاء لقيادته.
في الاسبوع الماضي كنت اتصفح موقع جريدة القبس. اثار انتباهي محاضرة القاها المهندس سعد الشويب في منتدى الكويت للشفافية. كان يتحدث عن الغاز المستورد. لاحظت الكثير من الهراء. كان يتكلم عن غاز نحيل غالي لوزارة الكهرباء. مدعيا بأن الغاز الذي تزود به شركة ايكويت يختلف عن الغاز النحيل. كلاما من الناحية العلمية صحيح ولكن من الناحية العملية به دجل. فوزارة الكهرباء ممكن ان تستعمل غاز الميثين الذي يسميه بالنحيل و غاز الايثين الذي يعطى لشركة ايكويت. جميع هذه الغازات ممكن حرقها بغلايات وزارة الكهرباء  لتوليد الطاقة. السؤال المهم هو ما السعر السوقي للسعرات الحرارية لغاز الايثين الذي يقدم الى ايكويت؟ سنجد انه ارخص من غاز الميثين المقدم الى وزارة الكهرباء. لماذا؟
و هنا اود ان استسمح القاريء بالغوص و لو قليلا بالكيمياء العضوية للغاز النفطي. فالغاز النفطي عندما يخرج من البئر يكون مكون من غازات مختلفة. اول هذه الغازات هو الميثين. غاز مكون من ذرة كربون و اربع ذرات هايدروجين. يليه غاز الايثين المكون من ذرتين كربون و ست ذرات هايدروجين. و من ثم البروبين المكون من ثلاث كربونات و غاز البيوتين المكون من اربع كربونات. بعد ذلك نصل الى ما يسمى بالغازات السائلة و التي تتكون من خمس كربونات و ما فوق. جميع هذه الغازات ممكن ان تحرق بغلايات وزارة الكهرباء. المهم هو السعر السوقي لقيمة سعراتها الحرارية.
سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد كان مهتم كثيرا بالغاز و استعمالاته. لم يكتفي بجولاته التفقدية السرية لحقول النفط، بل كان لديه كشافة يخبرونه اذا رأوا غاز يحرق بالحقول. و كان يتصل شخصيا بوزير النفط الشيخ علي الخليفة ليسأله عن الاسباب. و كان الشيخ علي يلقي مهمة التحقيق الى ذراعه الايمن بالامور الفنية الاخ العزيز المهندس عبدالرزاق ملاحسين. و كنت اضحك عندما يشتد النقاش بينهما. فعبدالرزاق كان يدعي بان هناك امور تشغيلية آنية تحتاج الى حرق الغاز، و علي الخليفة يرفض هذه الاسباب ليحمي نفسه سياسيا. حوار شديد بين اخوة احباء مجتهدين لحفظ ثروتنا النفطية.
بل علي الخليفة و عبدالرزاق ملاحسين ذهبوا الى ما ابعد من ذلك. كسب علي الخليفة ود وزير النفط العراقي من خلال صناديق التفاح و الموز التي كان يرسلها له كهدايا. و تمكن من شراء الغاز العراقي بدولار لكل ألف قدم مكعب من الغاز. صفقة مربحة للعراق الذي كان يحرق هذا الغاز. و مربحة اكثر لنا. حيث كنا نفصل الغازات المختلفة و نعطي غازي الميثين و الايثين لوزارة الكهرباء و باقي الغازات نبيعها بالسوق العالمي بملايين الدولارات.
و الان نرى على واقع الحال عكس ما كنا نقوم به. يحجب غاز الايثين عن وزارة الكهرباء و يستورد غاز اكثر كلفة لها. الخاسر هو البلد. الواجب ان نرى اجتهادات اكثر للتوفير للبلاد. بدلا من الهراء على الناس بأن هناك غاز نحيل و غاز سمين!
المهندس سعد الشويب قد تكون له اعذار مقنعة. فمشاريع طواريء عام 2007 لوزارة الكهرباء يشوبها الكثير من البلاوي. أنشأت وحدات توليد كهرباء على اسس خاطئة. بل قد تكون على اسس تنفيعية. هذه الاسس العشوائية شوهت استهلاك اللقيم بوزارة الكهرباء. ولكن سعد الشويب لا يريد ان يدخل في هذا النقاش. لأنه سيقودنا الى نقاش موضوعي للمصفاة الرابعة. مشروع تحوم حوله الكثير من التسائلات. و سيقودنا الى تسائلات اخرى حول اداء المهندس سعد الشويب شخصيا. لماذا وقعت عقد تزويد غاز اضافي لشركة ايكويت؟ هل اخذت بعين الاعتبار حاجة البلد للغاز؟
و الان ما العمل يا بوخليفة؟ بكل صراحة لن تستقيم الامور، المكلفة للغاية، حتى ان يأتي لنا وزيرا للنفط عالما ببواطنها. كفانا وزراء جهلاء بالنفط فنيا و اقتصاديا. لننادي بأن يأتي لوزارة النفط زميلنا السابق السيد عبدالهادي مرزوق العواد. بوفراس سيصحح هذه الاخطاء و سيضع القطاع النفطي على المسار الصحيح. هذه مناداة تستحق من "يحرق قلبه" لها.

السبت، ٣ أبريل ٢٠١٠

خطة التنمية: تقييم الخطة

في هذه المقالة سوف أقيم الخطة من خلال مراجعة ما يسمى مقترح الإطار العام لخطة التنمية لدولة الكويت2014/2013    -   2011/2010 الصادر في شهر يناير 2010. هناك أمور أتفق معها تماما. و هناك أمور طال انتظارها، و أخرى مضحكة بجهالتها، و أخرى لم توضع لها حلول.
ولكن قبل ان أتطرق للنقاط الرئيسية بهذه المقالة أود ان أبين إعجابي بالشجاعة الغير مسبوقة في الجزء الثاني من هذا التقرير. فلأول مرة ارى تقرير حكومي بهذا الصدق و الشجاعة، يبين نقاط ضعف وضعنا الحالي. فلأول مرة يفصح تقرير حكومي بأن تعليمنا في المؤخرة بالنسبة للمعاير العالمية. و يبين الواسطة في نظامنا الصحي حيث زادت نسبة الموفدين للعلاج بالخارج، للمرضى 447٪ و 569٪ للمرافقين بين عامي 2005 و 2007  (ص31). يعني الحكومة تشتري النواب من خلال العلاج السياحي. و امور اخرى لن اطيل على القاريء بذكرها.

أمور أتفق معها.
خير إستثمار هو الإستثمار بالتعليم. و بهذه الخطة هناك توجه للتوسع بالمؤسسات التعليمية، إن كانت الحكومية أو الخاصة. فهناك المنح لطلبة الجامعات الخاصة و دعم للبحث العلمي بهذه الجامعات ايضا. المنح لطلبة الجامعات الخاصة موجودة حاليا، و إضافة البحث العلمي اليها شيء جميل. لنشكر القائمين على الخطة لهذا المقترح.
كيفية توزيع الثروة مسألة صعبة تواجهها جميع الدول التي لديها ثروات طبيعية هائلة كدولة الكويت. هناك التوزيع الصبياني كالذي ينادي به بعض أعضاء مجلس الأمة القاضي بتوزيع الاف الدنانير نقدا لكل مواطن. و هناك التوزيع العاقل الذي تنهجه هذه الخطة، القاضي ببناء منازل للمواطنين. فالنقد يصرف في حينه بينما المنزل يبقى للأبناء. و أيضا أعجبني مشاركة المواطنين بملكية بعض الشركات العامة. ولكن اود ان احذر من ان تكون هذه الشركات، شركات احتكارية.
و اخيرا نرى الخطة النفطية قد أعتمدت. الكويت بلد نفطي. عليها مسؤوليات تجاه العالم. يجب ان تكون وسائل انتاج النفط و تكريره و نقله حديثة و قادرة على المساهمة على سد الطلب العالمي للنفط. في السابق كانت المصالح الخاصة تؤخر هذه الخطة. اما الان فلنتنهد الصعداء بإقرارها.

أمور طال انتظارها.
يتطرق الإطار الى نظام التأمين الصحي للمواطنين و الوافدين (ص 62). لو تم إقرار هذا النظام بشكل جيد لرأينا ثورة بالخدمات الصحية بالكويت. فمن خلال هذا النظام سنرى تنافس بالخدمات الصحية بين القطاع العام و القطاع الخاص. بل ستستفيد وزارة الصحة من هذا النظام. فبوزارة الصحة هناك أطباء و إداريين متميزين. و المنافسة ستبين دور و قدرات وزارة الصحة التي تفوق دور وقدرات القطاع الخاص. سنين طويلة و نحن نسمع عن هذا النظام. ولكن الان نرى تعهد حكومي به. لندعو لهم بالتوفيق.
يتطرق الإطار الى المجتمع المعلوماتي (ص 36) و انهم سيحدثون البنية التحتية. وعد مضى عليه زمن طويل. و خير مثال سكان منطقة رميثية. منذ سنوات عديدة طلبوا منهم ان يضعوا الصناديق التي ستستقبل الألياف الزجاجية و حتى الان تجمع هذه الصناديق الغبار. الألياف الزجاجية موجودة في المناطق الجديدة ولكن وزارة المواصلات حددت سرعتها لنقل المعلومات بسرعات ضئيلة بالنسبة لقدرتها على نقل المعلومات. و المناطق القديمة مثل الجابرية التي اقطنها لا توجد خطط لتمديد الألياف بها. هناك طرق سهلة و رخيصة لزيادة سرعة الشبكة الحالية، و لأنها رخيصة لا تعجب موظفي و مقاولي وزارة المواصلات. المشكلة تكمن بالقائمين على وزارة المواصلات. و هناك أمل، و ان كان ضئيل، ان تكون هذه الخطة حافزا لهم.

أمور مضحكة.
يتطرق الإطار الى الاهتمام بالصناعات التكنولوجية المتطورة (ص 48). و من هذ الصناعات يذكر صناعة الدوائر الكهربائية. صح النوم! غالبية الدوائر الكهربائية بالعالم تصنع بالصين. و لا يوجد للصين منافس. بربكم كيف ستنافس الكويت الصين؟ بربكم ما هي القيمة المضافة بصناعة الدوائر الكهربائية؟ بكل بساطة جهل يندى له الجبين و تأسى له النفس المحبة.
يتطرق الإطار الى التشجيع على حسن استخدام الموارد الكهربائية و المياه (ص 50). و يذكر بأن احد هذه الوسائل مدونة وزارة الكهرباء و الماء! يبدو انهم لا يعرفون دور المدونات. فلقد رأوها و قالوا نحن ايضا لدينا مدونة. المدونات دورها سلبي و ليس إيجابي بالتشجيع. و الواجب ذكر العمل الجيد التي قامت به الوزارة العام الماضي بالترشيد الإيجابي. ففي العام الماضي كان للوزارة فريق يرأسه وزيرها الحالي، مهمته الإتصال بالناس، أثناء فترة الذروة، و الطلب منهم إيقاف المعدات التي تستهلك الكهرباء دون داع. ولكن يبدو بأن لا الوزارة و لا وزيرها يفقهون ما قاموا به!

أمور أثيرت و لم يضع لها حلول
تطرق الإطار الى تدني مستوى التعليم. لم أرى به أي حلول أو منهج لإيجاد الحلول. يبدو بأن القائمين على وزارة التعليم ليس لديهم قدرات تعليمية فنية. و هذا ما نراه الان على واقع الحال. الوزارة تريد ان تزيد الساعات الدراسية و  جمعية المعلمين تعارض.
تطرق الإطار الى حوادث المرور و ما تسببه من وفيات. لم اجد اي ذكر لعلاج هذه الظاهرة بالخطة.

و في النهاية أقول لأبنتي الحبيبة مريم " يا مريومه، خطتنا تعكس حال مجتمعنا. به العاقل و به الجاهل. و المهم هو ان لا تطال أيدي الحرامية نسبة كبيرة من الاموال الهائلة التي ستنفق".