السبت، ١٦ أكتوبر ٢٠١٠

هل تصبح أعراف آل صباح عائقا للتنمية؟

خدمت  أعراف عائلة الصباح  الكويت  وآل صباح على مدى سنين طويلة. في وقتنا الحالي يوجد تعارض بين هذه الاعراف و خطة التنمية. خطة ، البلاد بأمس حاجة لها. فهل ستطور عائلة الصباح أعرافها لتبقى ريادية بالمجتمع الكويتي أم ستجعلها  عبأ عليه ؟ شخصيا أؤمن بتجدد عائلة الصباح.
أعراف عائلة الصباح المتمثلة بالتفاني من اجل الحاكم و اهل الكويت مغروسة منذ زمن بعيد. أذكر بالماضي شهادة الشيخ حمود من أجل أخية الشيخ مبارك في حرب الصريف. و مؤخرا شهادة الشيخ فهد من اجل أخيه الشيخ جابر. أعراف حافظت على وحدة الاسرة على مدى السنين. خلاف لما يحصل ببلد بالجنوب منا حيث تغيرت السلطة به بطريق غير شرعي عدة مرات.  أعراف كانت احد عوامل استقرار هذا البلد.
ولكن الان احد هذه الاعراف قد يكون معيقا لخطة التنمية. فالعرف القاضي بأن يرأس الحكومة من هو مستعد على المشاركة بالحياة السياسية و اكبر أبناء الأسرة سنا، قد يكون عائقا لخطة التنمية. فسمو الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء يبدو بأنه بعيدا عن التنمية الاقتصادية و ليس له اهتمامات شخصية بها. فعلى سبيل المثال عندما كان العالم يواجه أزمة مالية عالمية، شرعت الحكومة الكويتية قانون الاستقرار المالي. هاجم جهلا المرشح مسلم البراك هذا القانون و وصفه بقانون الحيتان. لم يدافع عنه سمو الشيخ ناصر بل ذهب الى سويسرا بإجازة خاصة حتى لا يقال بأنه تدخل بالإنتخابات.
أرجو الا يفهم بأن هذه المقالة ضد سمو الشيخ ناصر المحمد كما نقرأ ببعض المدونات الصبيانية. فالشيخ ناصر قدم الكثير لهذا البلد منذ كان سفيرا حتى ان اصبح رئيسا للوزارة. و حق سمو الشيخ ناصر بتسلسل الحكم يجب ان يحافظ عليه. ولكن الوضع الذي نمر به وضع غير عادي و لن يستمر طويلا. فالبلاد بحاجة ماسة الى خطة التنمية. و حجم خطة التنمية حجم غير عادي. و الشخص الذي ظهر بأن له القدرة على تحريك خطة التنمية أحد افراد عائلة الصباح الذي اصغر بكثيرا من الشيخ ناصر المحمد. فبقاء الشيخ احمد الفهد نائبا لرئيس الوزراء قد يعيق تنفيذ الخطة و يضيع المسؤولية السياسية.
من مراجعة ارقام الخطة اجد بأن هناك ما يقارب الخمسين بليون دينار ستصرف على مدى اربع سنين. هذا الرقم يشكل جزءا كبيرا من ميزانية الدولة. يعني تقريبا ستكون لنا حكومة  ضمن حكومة. و هذا غير صحيح.
هذا الحجم الهائل من المصروفات المستقبلية بحاجة الى نظم مالية جديدة. و هذا ما يمثله الحوار الدائر الان حول تمويل مشاريع التنمية. الشيخ احمد الفهد يرى الحاجة الى وسائل تمويل حديثة و جديدة. و هناك من يقف ضده من خلال قناعة تامة، او قناعة يشوبها الغيرة، مدعيا بأن الوسائل المالية الحالية مع بعض التعديلات قادرة على سد حاجات التمويل. و دور الشيخ احمد الفهد بتحديد نتيجة هذا الحوار محدود حيث انه ليس رئيس الوزراء. و السؤال المهم هو كم حجم هذه التعديلات و ماذا لو لم يوافق الشيخ احمد الفهد على هذه التعديلات. من يتحمل فشل او نجاح خطة التنمية؟
هذا الحجم من الصرف المالي بحاجة الى كوادر ادارية تتعامل معه بدراية. و نعم هناك لجنة يرأسها الشيخ احمد الفهد من مجلس الوزراء تحدد من يستحق ان يكون وكيلا مساعدا حسب حاجات خطة التنمية. و مؤخرا وجه الشيخ احمد انذارات الى عدة وكلاء مساعدين بوزارات مختلفة لتقاعسهم بتنفيذ خطة التنمية. ولكن ماذا لو ان الوزراء المختصين رفضوا كتب الانذار التي وجهها الشيخ احمد الى وكلائهم المساعدين؟ الشيخ احمد ليس له سلطة على الوزراء.
هذا الحجم من الاعمال بحاجة الى تعديل الكثير من القوانين. و ليس فقط القوانين المالية. شكل الشيخ احمد لجنة للنظر بهذه القوانين. ولكن ماذا لو ان مجلس الوزراء لم يعطي مشاريع القوانين هذه الاولوية المطلوبة؟
و اخيرا يجب ان انوه بأن الشيخ احمد الفهد يأتي الى مجلس الوزراء و عليه ديون سياسية ملتزم بها. فالشيخ احمد يعلم جيدا بأن سلطته المحكمة على الجسم الرياضي أدت الى بروزه السياسي. وهو لا يريد بأي شكل ان يفقد هذه السلطة. و هناك من يعمل ضده و يحاول ان يضعف سلطته على الحركة الرياضية من نواب و اشخاص اخرين كانوا خصوم والده رحمة الله. الوضع الرياضي الذي نعيشه غير صحيح. فالقرارات تتخذ بشكل يفيد كفة الشيخ احمد و يتحمل مسؤوليتها سمو الشيخ ناصر المحمد. الشيخ ناصر ليس له مصلحة بترجيح هذه الكفة على تلك بالرياضة. لماذا يدفع تكاليف القرارات التي ترجح كفة الشيخ احمد. يجب ان يتحمل الشيخ احمد تكلفة القرارت التي تقر للحركة الرياضية.
لذلك ارى بأن يعين الشيخ احمد الفهد رئيسا لمجلس الوزراء لمدة اربع سنين. يتحمل من خلالها نجاح او فشل خطة التنمية و سياساته الأخرى. و لا يهضم حق سمو الشيخ ناصر المحمد بتسلسل الحكم. يعطى لقب سمو، ليتميز من باقى أبناء الاسرة، و يعين بالديوان الاميري ليكون بالقرب من سمو الامير، و يعاد تعيينه بعد ذلك رئيسا لمجلس الوزراء. و طبعا قد يرى الخبراء الدستوريين حلول افضل. ولكن السؤال الاهم من هذا هل أسرة آل صباح قادرة على تجديد أعرافها ؟ أظن بأنه بعد بعض من التردد هي قادرة على ذلك.