الجمعة، ٣ يوليو ٢٠٠٩

فشل استجواب مسلم البراك المطيري و انتصار أبناء الكويت

فشل إستجواب مسلم البراك لوزير الداخلية. الحكومة لم تنتصر كما ادعت جريدة القبس. المنتصر هم أبناء و بنات برره أبوا أن تختطف الكويت من قبل مجموعات غوغائية. المطلوب الان ان نحد من إستجوابات مسلم البراك التي تشق المجتمع الكويتي الى حضر و بدو، و إيجاد حلا لحالة الاحتقان التي يعيشها أبناء المناطق الخارجية.
أسباب الإستجواب بدأت في عام 2008. عندما حاول ناخبي قبيلة العوازم بالدائرة الانتخابية الخامسة إقامة انتخابات فرعية لمرشحيهم. الحكومة ممثلة بوزير داخليتها الشيخ جابر الخالد الصباح منعت هذه الانتخابات التي تتعارض مع قانون تجريم الانتخابات الفرعية للقبائل. و نتج من هذا المنع احتكاك بين بعض من عوازم المنطقة الخامسة و رجال وزارة الداخلية. و توعد أبناء قبيلة العوازم بالشيخ جابر الخالد، طالبين ممثليهم بإقالته. ولكن لم يحدث هذا الشيء. و في انتخابات عام 2009 أسقطت قبيلة العوازم في المنطقة الانتخابية الخامسة جميع ممثليها بمجلس الامة. و جاءت بممثلين جدد همهم إسقاط الشيخ جابر الخالد.
و أثناء الحملة الانتخابية في عام 2009 تطاول بشكل شخصي المرشح ضيف الله بورمية على وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح. تطاول قليل الادب، خارج عن عملية الانتخابات. الشيخ جابر المبارك احال هذا التطاول الى وزارة الداخلية التي إحتجزت المرشح بورمية لعدة ايام. و الجدير بالذكر انها حافظت على حقه بالترشيح. هذه العملية إستغلها الغوغائي المرشح محمد هايف المطيري الذي صرح بأن كان بإمكانهم تسكير جميع مداخل المنطقة التي يسكنها بورمية. و إستغلها أيضا مسلم البراك الذي وعد بإستجواب وزير الداخلية. طبعا هدف كلاهما هو اصوات قبيلة مطير التي ينتمون لها.
هذه التصرفات أثارت الذعر لدى الكويتيين الاخرين. تحدي ابناء قبيلة العوازم في المنطقة الانتخابية الخامسة للدولة و القانون غير مقبول. التهديد الذي ادلى به محمد هايف المطيري أيضا غير مقبول. الكويت تحكمها مؤسسات لا قبائل. الجميع سواسية امام القانون، كما نص عليه دستور البلاد.
مسلم البراك كان صادقا بوعده و قدم الاستجواب الذي توعد وزير الداخلية به. مضيفا اليه محور يتعلق بما يشبه المخالفات المالية التي تمت بعام 2008 بوزارة الداخلية. مخالفات لم يسئل عنها مسلم البراك عندما كان نائبا في الفصل التشريعي 2008ـ2009. يعني لم يكن الغرض منها حماية المال العام كما يدعي. و انظم اليه نواب قبيلة العوازم بالمنطقة الخامسة و اخرون آملين ان تكون قبيلتهم فوق القانون. او على جهل مثل النائب سعدون حماد العتيبي، الذي لا يعلم ان مثل هذا التصرف يضر بالقبائل الصغيرة.
الحمد لله وقف رجال و نساء الكويت البرره في مجلس الامة و دحضوا هذا الاستجواب الهدام. وضعوا جميع الخلافات السياسية و الادارية جانبا و وقفوا مساندين وزير الداخلية. فالسيد القلاف رجع على عكازته من العلاج بالخارج. و عبدالرحمن العنجري تناسى خلافات المنبر مع وزارة الداخلية. و خير من تكلم هي المربية الدكتورة سلوى الجسار. لا حبا بوزير الداخلية ولكن حبا بوطن يحكمه القانون لأبنائها و احفادها.
الحكومة لم تنتصر كما ادعت جريدة القبس. فالتعامل الخاطيء مع مقاولة اليافطات الانتخابية أعطى مسلم البراك مادة لإستجواب وزير الداخلية. و لم تتمكن الحكومة من إقناع نواب محسوبين عليها مثل سعدون العتيبي بأن مثل هذا الاستجواب يضر بالقبائل الصغيرة.
ولكن المهم الان ان نحافظ على المجتمع الكويتي من الاستجوابات التي تشقه بين حضر و بدو. هذه الاستجوابات مصدرها النائب مسلم البراك. فمن خلال استجواباته للدكتور عادل الصبيح و الدكتور يوسف الابراهيم شق المجتمع الى بدو و حضر. يجب على الجميع محاربة النائب مسلم البراك لحظرة من تقديم هذه الإستجوابات الهدامة.
و الاهم من ذلك هو دراسة حالة الإحتقان التي يعيشها سكان المناطق الخارجية. ما هي الاسباب التي ادت اليها؟ كيف تتم معالجتها؟ حتى لا يستغلها نواب غوغائيون، و يشعر أبناء هذه المناطق بأنهم سواسية مع إخوانهم و أخواتهم الكويتيون في المناطق الاخرى. فعندما غزانا المجرم صدام لم يفرق بيننا. و عندما وقفنا ضده، وقفنا صفا واحدا. هذا ما يجب ان تكون عليه الكويت لتواجه تحديات المستقبل.