الثلاثاء، ٩ نوفمبر ٢٠١٠

فرصة لتطوير التعليم بالكويت

سنحت لنا فرصة لتطوير التعليم بالكويت.  تعليم للأسف متدني المستوى. ولكن للأسف لن نستغل هذه الفرصة. فكما تكونوا يولى عليكم و كما يولى عليكم تكونوا. لا نريد إلا سهل الامور. نرضي بعضنا البعض خداعا. و سيتدنى مستوى التعليم بالبلاد اكثر. و بالتبعية مكانت المجتمع الكويتي دوليا.
قررت وزارة التربية ان تزيد الفترة الدراسية ليوم الثلاثاء فقط ب 25 دقيقة فقط. هذا الاجراء لم يعجب جمعية المعلمين التي تظاهر أعضائها امام الوزارة. رافعين الكثير من اليافطات التي تبين مطالب المعلمين. احدى هذه اليافطات اثار اهتمامي. لقد كان حامل هذه اليافطة صادقا معنا و مع نفسه. يافطته كانت تطالب بزيادة رواتب المعلمين.
و انا اقرأ هذه اليافطة قلت لنفسي لقد سنحت فرصة لربط مكافأة المدرسين بعطائهم. ان منح المدرسين الكثير من المال ليس مشكلة. ولكن هذه الزيادة يجب ان يكون لها مبرر. و خير مبرر هو رفع أداء المدرس. كان بودي لو ان وزيرة التربية نادت السادة أعضاء جمعية المعلمين و قدمت لهم المقترح التالي:
ان الوزارة على اتم الاستعداد على مضاعفة معاش كل مدرسي مادة معينة و من يعمل معهم اذا حصلت مادتهم المرتبة الاولى بمسابقة تقام لمدارس كل محافظة. و هذا المعاش يضاعف ثلاث اضعاف اذا حصل مدرسي هذه المادة و من يعمل معهم المرتبة الاولى على جميع المدارس الحكومية بالكويت.
و المدرسون و من يعمل معهم  الذين يحصلون على ادنى المراتب لمدة ثلاث سنوات يحولون الى ادارة بوزارة التربية تسمى ادارة المدرسين الراسبين. أثناء تواجدهم بهذه الادارة تطور قدراتهم التربوية من خلال دورات مكثفة. طبعا هناك من لا يريد الذهاب الى هذه الادارة او لا يتطور للإعادة الى مهنة التعليم. هؤلاء يعطوا تقاعد مبكر.
طبعا هناك الكثير من التفاصيل ناقصة بهذا الاقتراح. و أفضل أشخاص على ملأ هذه النواقص هم العاملين بوزارة التربية. فمثلا من هم العاملين مع المدرسين على تعليم الطلاب هذه المادة ؟ شخصيا ارى بأنه كل شخص يعمل داخل المدرسة و شارك بتأهيل الطلاب. ولكن هناك تسائل عن نسبة المساهمة و نسبة الزيادة بالراتب.
ما هي هذه الامتحانات التي ستحدد المدرسين المتميزين و من معهم من العاملين على تدريس الطلبة بالمدارس؟ و بإقتراحي لم احدد مصير من يفوز بالدرجة الثانية و الثالثة. و الى اي حد نوقف التكريم؟ هل نقف عند الثالث ام نقف عند العاشر؟ خير من يحدد هذه الامتحانات هم العاملين بوزارة التربية.
و هذا يقود القاريء الى التسائل، اذا كان العاملين بوزارة التربية قادرين على تحديد هذا الاقتراح فاذا لماذا لم يقدموا الاقتراح انفسهم؟
وزارة التربية قادرة على المجيء بمثل هذا الاقتراح. ولكن ينقصها الارادة السياسية. العاملين بوزارة التربية يرون كل يوم كيف يريد الاهالي ان ينجح ابنائهم دون عناء الدراسة. ففي المملكة المتحدة يتسائل الاهالي كل عام لما هذه النسبة العالية من الناجحين في ما يعادل الثانوية العامة. إما بالكويت فالتسائل لما لم ينجح؟ العاملين بوزارة التربية يرون كل يوم كيف تسيس المناهج. زيادة ثم زيادة بمواد الدين و إقلال بمواد الابداع. هذا التسيس تركهم ضعاف القرار، قليلي المبادرة.
و لذلك نرى الان وزيرة التربية تتحدث عن أجر للمدرسين عن الفترة الوجيزة التي أضيفت. فرصة ضاعت للأسف. فهذا ما يريده الأهالي الذين تهمهم الشهادة قبل العلم. و جمعية المدرسين الذين لا يريدون المحاسبة على ادائهم. و بالتبعية السياسيين الذين أهم ما عليهم مناصبهم. بغض النظر عن ما بطيات المستقبل.
ولكن اهم أعمدة المجتمع هو العلم. فالمجتمع المتعلم تعليما جيدا قادر على المنافسة الدولية بعصر العولمة. و طلاب الثانوية اليوم هم قيادي المجتمع بعد عشرين عام. أن اعددناهم اعدادا جيدا سيصبحون قادرين على نهضة المجتمع. و ان لم نعدهم اعداد جيدا سيفشلون بنهضة المجتمع و نستمر بالإنحدار. و سيأتي يوم نفقد دخل النفط. و بهذا اليوم علينا الاعتماد على قدراتنا الذاتية. فهل سنكون قيادين ام خداما لمن يخدموننا الان؟
زيادة للتجربة