أقترح على كل مهتم بمهنة التمويل ان يقرأ هذا الكتاب. حتى و ان كان غير مكترث بالتمويل الإسلامي. فلقد بذل الدكتور يحيى الكثير من الجهد الفكري بهذا الكتاب. و أبدى رأي شجاع على بعض المواضيع. و قدم لنا معلومات من الصعب الحصول عليها بشكل رسمي.
لاشك بأن للبنوك الإسلامية دور في المجتمعات الإسلامية. فهناك افراد يلتزمون بالتفسير الحرفي للنص. و لا يودعوا اموالهم أو يستدينوا من البنوك الدنيوية. هذا الإعتقاد يسبب مشاكل لهم و للنظام المالي للدولة التي يقطنون بها. فحسب ما قاله لي خبير بريطاني بالبنوك الإسلامية انه لولا البنوك الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية لوضع ما يقارب البليونين دينار في مخابيء بالمنازل. هذا التصرف يحرم مالك هذه الاموال من عائد عليها. و هناك أناس يدخرون المال ليشتروا حاجاتهم الأساسية مثل السكن و لا يستدينون من البنوك لأنها ربوية. و حرمان الدورة المالية من بليونين دينار لها ضرر كبير على الإقتصاد و على المجتمع ككل. البنوك الإسلامية حلت هذه المعضلة. و بكل صراحة لهم الشكر.
أتفق و اختلف مع الدكتور يحيى بالنسبة للخبراء الشرعيين. أتفق معه بأنه يجب ان تكون هناك لجان شرعية بالبنوك المركزية. و أتفق معه ايضا بأن الخبراء الذين يعملون بعدة بنوك يدور حولهم الشك بتعارض المصالح. و لكن شخصيا أرى بأنه يجب ان تكون هناك لجنة شرعية بكل بنك إسلامي. فمن خلال اللجان الشرعية المختلفة يأتي الإجتهاد و الثراء للتمويل الإسلامي.
أعجبتني شجاعة الدكتور يحيى عندما حلل الفائدة التي تفرضها البنوك المركزية. أتفق معه بأن هذا الطرح يتناسب مع بنوك الدول المستقرة و الكبيرة مثل الولايات المتحدة و اليابان. ولكن هل يجوز من ناحية شرعية ان نقبل الفائدة بدولة مثل زمبابوي؟ دولة إبتلت بقائد شرير يقود إقتصاد بلاده الى الهاوية. هل نقبل ان ندين دولة مثل اليونان التي يغش قادتها الاتحاد الاوربي؟ شخصيا لا احلل الفوائد التي قادتها فاسدين.
شخصيا لم اقتنع بأسلوب الدكتور يحيى بالنسبة الى التسعير السوقي و ما يصفه بالعائد على الاستثمار عندما يدينوا المقترضين. فالتسعير السوقي يحمل بطياته الفائدة البنكية. و بالنسبة الى العائد المالي الذي يطلبه المستثمر، يقول الدكتور يحيى بأن من اكبر مستثمرينهم فاني مي Fannie Mae و فردي ماك Freddie Mac. و هذه البنوك تحدد العائد على الاستثمار. اليس العائد التي تحدده هذه البنوك يعتمد على فائدة البنوك الدنيوية السائدة؟
و اخيرا و مع هذا كله أرى بأن كتاب The Art of Islamic Banking and Finance للدكتور يحيى عبدالرحمن يستحق القراءة. بل لقد ارسلت له ايميل ادعوه ان يترجمه الى اللغة العربية، و ياليتني طلبت منه ان يترجم الى جميع لغات المجتمعات الإسلامية. و من هو قادر على القراءة باللغة الإنكليزية فالكتاب موجود بأمازون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق